“سوق الحلال” العالمي.. ليس للمسلمين فقط!
إذا كنت تعتقد أن الأطعمة الحلال والمنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية ينحصر رواجها بالدول ذات الغالبية المسلمة فعليك مراجعة معلوماتك، فتلك المنتجات باتت تشهد إقبالاً واسعاً من أتباع كافة الديانات.
وبنقرات سريعة على محرك البحث “جوجل” يمكنك اكتشاف أن سوق المنتجات الحلال بات يشمل عشرات الأصناف الأخرى غير الأطعمة والشراب، وأصبح يشكل 3.7% من إجمالي حجم الاقتصاد العالمي.
واستهلاك المنتجات الحلال ليس فقط ما بات منتشراً في المجتمعات غير المسلمة، فالدول العشر الأكثر تصديراً في سوق الحلال هي بلدان غير مسلمة.
وحسب بيانات مركز المنتجات الحلال الدولي فإن الدول العشر الأكثر تصديراً في سوق المنتجات الحلال هي الهند والبرازيل والنمسا والولايات المتحدة والأرجنتين ونيوزيلندا وفرنسا وتايلاند والفيليبين وسنغافورة.
وتبلغ حصة تلك الدول في سوق المنتجات الحلال نحو 85%، فيما تبلغ حصة الدول المسلمة 15% وتتقدمها ماليزيا وإندونيسيا وتركيا، وفق ذات المركز.
“الحلال” بالأرقام
وقدر إجمالي الإنفاق العالمي على القطاعات الحلال في 2017، كما ورد في تقرير لمجموعة “CNBC” الإعلامية الأمريكية (مختصة بالشأن الاقتصادي)، بنحو 4 تريليونات و600 مليار دولار، ومن المتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق في 2023 بنسبة 50% أي ما يعادل 6 تريليونات و800 مليار دولار.
ووفق ذات الأرقام فإن الإنفاق على قطاع الأغذية الحلال بـ2017، بلغت قيمته 1 تريليون و303 مليارات دولار، وسيصل هذا الرقم إلى 1 تريليون و863 مليار دولار في العام 2023.
الأزياء (المتوافقة مع التوجه الإسلامي) تدخل أيضا ضمن قطاع المنتجات الحلال وقد بلغ حجم الانفاق عليها العام الماضي 270 مليار دولار، ومن المتوقع أن يرتفع في العام 2023 إلى 361 مليار .
أما المعاملات المالية الحلال فبلغ حجمها في 2017، قرابة 2 تريليون و438 مليار دولار، وسيصل هذا الرقم في 2023 إلى 3 تريليون و809 مليارات دولار.
وتشمل المعاملات الحلال معاملات البنوك والمؤسسات المالية ومؤسسات التمويل الإسلامي والشركات التي تعمل وفق النظم الإسلامية.
قطاع السياحة الحلال يدخل أيضاً في السباق، فقد أنفق عليه السنة الماضية 177 مليار دولار ومن المحتمل أن يصل حجم الانفاق عليه إلى ما يزيد عن 274 مليار دولار في 2023.
والسياحة الحلال لا تعني أن ما عداها محرم على الإطلاق، فهي لفظ يطلق على الأنشطة السياحية التي تقدمها منتجعات وفنادق تخلو من أي مخالفات للشريعة.
فهي لا تقدم أي طعام أو شراب محرم وفق المعتقدات الإسلامية، ولا يوجد فيها صالات للعب القمار، أو أماكن مختلطة بين النساء والرجال للسباحة والرقص.
الإعلام والترفيه الإسلامي يأتي كذلك ضمن قطاعات الحلال، وقد بلغ حجم الإنفاق على هذا القطاع العام الماضي، 209 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يترفع الرقم إلى 288 مليار دولار سنة 2023.
وبالنسبة للأدوية ومستحضرات التجميل التي لا يدخل في صناعتها الكحول ودهن الخنزير، بلغ حجم الإنفاق عليها في 2017، نحو 148 مليار دولار، وفي 2023 سيزيد عن 221 مليار دولار.