مصر تسعى للاحتذاء بالتجربة التركية في السياحة الحلال
لا شك أن تركيا باتت وجهة مميزة للسياحة الحلال بما تقدمه من نماذج متعددة من حيث الضيافة والمرافق أو السياحة البحرية والترفيهية، وأنها أصبحت مثالاً يحتذى في هذا النوع من الصناعة.
وعليه، فقد دعا مختصون وعاملون في القطاع السياحي المصري المؤسسات الرسمية المحلية إلى النظر للنماذج التركية وإمكانية دراستها وتنفيذها في المرافق السياحية بمصر.
لكن بعض المختصين يرون أن القوانين المصرية المعمول بها تقف عائقا لنمو هذه النوعية من السياحة.
ووفق تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية، الصادر في أبريل/نيسان 2018، تواصل سوق السفر الإسلامية نموها السريع، إذ يتوقع أن تحقق 220 مليار دولار بحلول 2020، ومن المتوقع أن يصل 300 مليار دولار بحلول 2026.
وفي 2017، كان هناك ما يقدر بنحو 131 مليون زائر مسلم في جميع أنحاء العالم، مقابل 121 مليون في 2016.
ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد إلى 156 مليون زائر بحلول عام 2020، وهو ما يمثل 10 بالمائة من قطاع السفر، بحسب التقرير.
ويمثل المسلمون نحو 23 في المائة من سكان العالم أي نحو 1.8 مليار مسلم، ومن المتوقع أن يتزايد عددهم إلى 2.8 مليارا بحلول عام 2050.
السياحة الحلال:
يقصد بالسياحة الحلال، قيام الفنادق والمنتجعات السياحية بتقديم أو عرض برامج ووجبات وأنشطة تتوافق مع الشريعة الإسلامية.
ومثلت السياحة الحلال 9 بالمائة من إجمالي قطاع السياحة في 2010، وبلغت قيمتها نحو 90 مليار دولار، ووصلت الصعود لتصل 140 مليارا في 2013، أي 13 بالمائة من إجمالي دخل السياحة العالمي.
وارتفع عدد السياح في العالم بنسبة 7 بالمائة خلال 2017، مقارنة مع 2016؛ وبلغ عدد الأشخاص الذين سافروا من دولة لأخرى خلال 2017 نحو 1.322 مليار شخص.
منافسة غائبة:
وخرجت مصر من تصنيف أفضل 10 وجهات سياحية يفضلها المسلمون في العالم، في حين جاءت ماليزيا في المرتبة الأولى، كأفضل الوجهات السياحية بين دول منظمة التعاون الإسلامي للمسافرين المسلمين من حيث المعايير المختلفة، تلتها إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة وتركيا والسعودية، وفقا للمؤشر العالمي للسياحة الإسلامية.
عادل عبد الرازق، الخبير في الشأن السياحي، ومالك فنادق بمصر، قال: “رغم تنوع مصر السياحي، إلا أنها خارج المنافسة في هذا المجال”.
وقال عبد الرازق في حديثه مع “الأناضول” إن “كثيرا من المسلمين حول العالم يرغبون في هذه النوعية من السياحة، وعلى مصر أن يكون لها نصيب”
وتابع: “من حق هذه النوعية من السياح الحصول على متطلباتهم التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية”. وقال عبد الرازق: “أرغب في التحول للسياحة الحلال، لكن القوانين تعرقل ذلك”.
ففي مصر، تشترط الحكومة على الفنادق الخمس والأربع والثلاث نجوم تقديم الخمور، وفي حال امتناعها يخفض تصنيفها، حسب قوله.
التجربة التركية:
تركيا التي تحتل المركز السادس عالميا من حيث عدد السياح، تعد إحدى الدول الرائدة في مجال السياحة الحلال؛ إذ نجحت في استقطاب نسبة كبيرة من السياح الراغبين في هذا النمط خاصة من السوق الخليجي.
وبلغ عدد السياح الوافدين إلى تركيا نحو 39.9 مليون سائح في 2017، بحسب بيانات منظمة السياحة العالمية.
ورغم عدم توافر بيانات حول نصيب تركيا من السياحة الحلال، إلا أن نحو مليون سائح خليجي الأعلى إنفاقا في العالم، زاروا تركيا العام الماضي، مقابل 822.8 مليون سائح العام 2016، بحسب بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية.
صبري أبو زيد، منظم رحلات سياحية في مصر، قال إن “تركيا وضعت خططا قومية للنهوض بالسياحة على أسس علمية واقتصادية” وأضاف: “علينا وضع إستراتيجيات مدروسة للنهوض بالسياحة بمختلف أنماطها”.
وقد ارتفعت إيرادات مصر من السياحة بنسبة 123.5 بالمائة إلى نحو 7.6 مليارات دولار في 2017، بفضل زيادة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد بنسبة 53.7 بالمائة إلى نحو 8.3 ملايين سائح، وفقا لبيانات رسمية.
الأعلى إنفاقا:
تعد السوق الخليجية، من أبرز الأسواق السياحية المصدرة لهذه النوعية من السياح، بحسب طارق شلبي، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم، الذي قال في حديث مع الأناضول: “نوعية السياح الراغبين في السياحة الحلال باتوا الأعلى إنفاقا في العالم”.
ويرى شلبي أن ربط السياحة الحلال بالتيارات الإسلامية في ظل مواجهة الدولة للإرهاب، كان سببا وراء تراجع نسبتها في مصر.